اليوم العالمي للطيران المدني: السلامة أولاً

الدكتور عبدالله الجلعود

المصدر: “النهار”

16 كانون الأول 2017 | 14:00

اليوم العالمي للطيران المدني مناسبة سنوية يُسلط الضوء فيها على أهمية الطيران المدني الدولي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، والدور الكبير الذي يقوم به في تحقيق التعاون من خلال شبكة نقل جوي آمن لخدمة البشرية. وقد بادرت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) الى تحديد السابع من كانون الأول يوماً عالمياً للطيران المدني حيث يصادف ذكرى توقيع اتفاقية الطيران المدني الدولي عام 1944 (المعروفة أيضاً باتفاقية شيكاغو).

تعتبر الأمراض المُعدية والسارية المرتبطة بالسفر الجوي أكثر الأحداث الطبية التي تهدد سلامة الركاب وصحتهم وطاقم الطائرات. ومع زيادة الحركة الجوية في السنوات القليلة الماضية وازدياد اعداد الركاب ازداد معدل نقل الأمراض المعدية على نطاق عالمي عن طريق النقل الجوي وما يترتب عليه من تهديد للصحة العامة. ومن هنا برز دور طب الطيران في تعزيز السلامة من خلال حماية صحة الركاب وطاقم الطائرات ومنع تفشي الأمراض المعدية عن طريق النقل الجوي من خلال العمل المشترك بين قطاعي الصحة والطيران، حيث وضعت منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو) بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) والمجلس الدولي للمطارات ومنظمة الصحة العالمية وهيئات الطيران المدني المحلية وشركات الطيران التجارية التوصيات والإرشادات واللوائح الصحية لتمكين قطاع الطيران المدني من منع انتشار الأمراض المعدية عن طريق النقل الجوي.

يرفع السفر الجوي معدل انتشار الأمراض المعدية مما يشكل تحديداً للصحة العامة، لذلك تم وضع التوصيات لإعداد خطة تخص الطيران في حالة ظهور أي مرض سار ومعدٍ يشكل خطراً على السلامة الجوية والصحة العامة، مثل فيروس الانفلونزا ومتلازمة الإلتهاب الرئوي الحاد (سارس) والذي يمكن أن يتحول إلى وباء بشري. من الضروري وجود خطة طوارئ صحية في مجال الطيران لأن السفر جواً قد يزيد معدل انتشار المرض، وبالتالي يقلل الوقت المتاح لإعداد سبل التصدي له. وعلى الرغم من عدم جدوى وقف انتشار بعض الأمراض السارية، يمكن التأهب المسبق أن يحدث تأخيرا ويوفر المزيد من الوقت للاستعداد. ويعدّ هذا التأهب ضروريا في مختلف القطاعات ولا سيما قطاع الطيران. وأي وقت إضافي يتيح إنتاج لقاحات فعالة قد يوفر أفضل فرصة للتقليل من الآثار المحتملة لعدد من الأمراض يمكن الوقاية منها عن طريق مثل هذا الإجراء الوقائي. وفي حالات استثنائية خاصة قصوى قد يتم تقييد خدمات النقل الجوي أو تعليقها لأسباب صحية.

وكأجراء وقائي لتقليل مخاطر تصدير دولة لمرض منتشر فيها يسبب حالة طارئة للصحة العامة ذات بعد دولي، تلتزم الدول في حالات محددة وضع نقاط فرز صحي في مطاراتها لتقليل نسبة انتشار المرض عبر السفر جواً، حيث توصي منظمة الصحة العالمية مثلاً، في ما يتعلق بانتشار وباء الإنفلونزا، بإجراء الفرز الصحي عند الخروج من أي منطقة يتفشى فيها المرض، وينبغي تنفيذ ذلك خلال 48 ساعة من إعلان المرحلة الرابعة من التفشي، على ألا يؤدي الفرز الصحي إلى تأخير لا مبرر له في خدمات النقل الجوي من توفير المعدات الطبية المتطورة التدريب الجيد للقائمين على برنامج الفرز الصحي.

يظل الطيران وسيلة النقل الأكثر سلامةً في ضوء برامج سلامة الطيران التي تحققها الجهود المتضافرة والكبيرة من الجهات ذات العلاقة في مجال الطيران التي تجعل موضوع السلامة ضمن أولويتها لضمان تشغيل أكثر من مئة ألف رحلة جوية يومياً بشكل آمن، مما مكن قطاع الطيران المدني من تخطي العديد من الأزمات الصحية خلال السنوات القليلة الماضية.

لسفر صحي وآمن، ينصح بتجنب السفر إلى المناطق الموبوءة وأخذ اللقاحات اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية، والتزام التدابير الوقائية لتجنب العدوى، كغسل اليدين جيدا دوريا وتجنب الأكل والشراب الملوث، والحفاظ على نمط حياة صحي لحمايتك من خطر الأمراض المعدية والسارية ولحماية عائلتك والمجتمع.

https://www.annahar.com/article/716449-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7